السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا} (164)

وقوله تعالى : { ورسلاً } أي : غير هؤلاء نصب بمضمر دل عليه أوحينا إليك مثل أرسلنا { قد قصصناهم } أي : تلونا ذكرهم { عليك من قبل } أي : قبل إنزال هذه السورة أو هذه الآية { ورسلاً لم نقصصهم عليك } أي : إلى الآن .

روي أنه سبحانه وتعالى بعث ثمانية آلاف نبيّ : أربعة آلاف من بني إسرائيل وأربعة آلاف من سائر الناس ، قاله الجلال المحلي في سورة غافر ، وقوله تعالى : { وكلم الله موسى تكليماً } هو منتهى مراتب الوحي أي : كلمه على التدريج شيئاً فشيئاً بحسب المصالح بغير واسطة ملك ، فلا فرق في الوحي بين ما كان بواسطة وبين ما كان بلا واسطة وخص به موسى من بين سائر الأنبياء غير نبينا ، وأما نبينا صلى الله عليه وسلم فقد فضله الله بأن أعطاه مثل ما أعطى كل واحد منهم .