ثم لما ذكر سبحانه أصحاب النار وأنهم حقت عليهم كلمة العذاب ، ذكر أحوالهم بعد دخول النار فقال : . { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ } قال الواحدي . قال المفسرون إنهم لما رأوا أعمالهم ونظروا في كتابهم ، وأدخلوا النار ، ومقتوا أنفسهم بسوء صنيعهم ، ناداهم حين عاينوا عذاب الله مناد : { لَمَقْتُ اللَّهِ } إياكم في الدنيا { أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ } اليوم ، أو من مقت بعضكم بعضا اليوم قال الأخفش : هذه اللام هي لام الابتداء وقعت بعد ينادون ، لأن معناه يقال لهم ، والنداء قول ، قال الكلبي : يقول كل إنسان من أهل النار لنفسه مقتك يا نفسي ، فتقول الملائكة لهم وهم في النار : لمقت الله إياكم إذ أنتم في الدنيا أشد من مقتكم أنفسكم اليوم . وقال الحسن يعطون كتابهم فإذا نظروا إلى سيئاتهم مقتوا أنفسهم فينادون لمقت الله إياكم في الدنيا ،
{ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ } فتكفرون أكبر من مقتكم إذ عاينتم النار والظرف منصوب بمقدر محذوف دل عليه المذكور ، أي مقته تعالى إياكم وقت دعائكم ، وقيل هو اذكروا ، وقيل بالمقت المذكور أولا ، والمقت أشد البغض ، والمراد به هنا لازمه وهو الغضب عليهم ، وتعذيبهم ، قاله أبو السعود وقال الكرخي المراد منه هنا أشد الإنكار والزجر { فَتَكْفُرُونَ } أي فتصرون على الكفر إتباعا لأنفسكم الأمارة ، ومسارعة إلى هواها ، واقتداء بأخلائكم المضلين ، وتقليدا لأسلافكم المتقدمين ، واستحبابا لآرائهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.