الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوۡنَ لَمَقۡتُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُ مِن مَّقۡتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡ إِذۡ تُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلۡإِيمَٰنِ فَتَكۡفُرُونَ} (10)

ثم قال تعالى : { إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون } .

قال الحسن ، يعطون كتابهم ، فإذا نظروا في سيئاتهم مقتوا أنفسهم فيقال{[59443]} لهم : لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم{[59444]} .

فمن الآية تقديم وتأخير على قوله .

قال مجاهد : إذا عاينوا أعمالهم مقتوا أنفسهم فنودوا : لمقت الله إياكم أكبر من مقتكم أنفسكم{[59445]} .

قال قتادة : معناه : لمقت الله لكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم إذا عاينتم النار{[59446]} – مثل قول الحسن – وهو قول الكسائي{[59447]} وغيره{[59448]} .

وقيل : معناه{[59449]} : { كبر مقتكم أنفسكم ){[59450]} أكبر{[59451]} من مقت{[59452]} بعضكم بعضا يوم القيامة ، لأن بعضهم{[59453]} يمقت بعضا ويلعن بعضهم{[59454]} بعضا يوم القيامة{[59455]} .

وقيل : الآية فيها تقديم وتأخير لأن النداء بالمقت لهم يكون في الآخرة ووقت دعائهم للإيمان هو في الدنيا .

والتقدير : ينادون ( يوم القيامة ){[59456]} ، لمقت الله لكم إذ تدعون إلى الإيمان في الدنيا فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم عند الحساب .

وفي هذا التقدير تفريق{[59457]} بين الصلة والموصول بخبر الابتداء وهو ( أكبر ) وما اتصل به ، فلا يحسن ذلك عند النحويين{[59458]} .


[59443]:(ت): فقال.
[59444]:انظر: جامع البيان 24/31، وجامع القرطبي 15/297، وتفسير ابن كثير 4/73.
[59445]:انظر: تفسير مجاهد 2/564، والمحرر الوجيز 14/119.
[59446]:انظر: جامع البيان 24/31، والمحرر الوجيز 14/119.
[59447]:(ح): السدي.
[59448]:انظر: المحرر الوجيز 14/119.
[59449]:(ح): معنى.
[59450]:ساقط من (ح).
[59451]:في طرة (ت).
[59452]:(ح): مقتكم.
[59453]:(ت): بعضكم.
[59454]:(ت): بعضكم.
[59455]:انظر: جامع البيان 24/31، إعراب النحاس 4/24. وقد نسبه الطبري إلى ابن زيد.
[59456]:في طرة (ح).
[59457]:في طرة (ت).
[59458]:انظر: مشكل إعراب القرآن 2/634 و 635، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/328.