ثم قال تعالى : { إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون } .
قال الحسن ، يعطون كتابهم ، فإذا نظروا في سيئاتهم مقتوا أنفسهم فيقال{[59443]} لهم : لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم{[59444]} .
فمن الآية تقديم وتأخير على قوله .
قال مجاهد : إذا عاينوا أعمالهم مقتوا أنفسهم فنودوا : لمقت الله إياكم أكبر من مقتكم أنفسكم{[59445]} .
قال قتادة : معناه : لمقت الله لكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم إذا عاينتم النار{[59446]} – مثل قول الحسن – وهو قول الكسائي{[59447]} وغيره{[59448]} .
وقيل : معناه{[59449]} : { كبر مقتكم أنفسكم ){[59450]} أكبر{[59451]} من مقت{[59452]} بعضكم بعضا يوم القيامة ، لأن بعضهم{[59453]} يمقت بعضا ويلعن بعضهم{[59454]} بعضا يوم القيامة{[59455]} .
وقيل : الآية فيها تقديم وتأخير لأن النداء بالمقت لهم يكون في الآخرة ووقت دعائهم للإيمان هو في الدنيا .
والتقدير : ينادون ( يوم القيامة ){[59456]} ، لمقت الله لكم إذ تدعون إلى الإيمان في الدنيا فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم عند الحساب .
وفي هذا التقدير تفريق{[59457]} بين الصلة والموصول بخبر الابتداء وهو ( أكبر ) وما اتصل به ، فلا يحسن ذلك عند النحويين{[59458]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.