الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوۡنَ لَمَقۡتُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُ مِن مَّقۡتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡ إِذۡ تُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلۡإِيمَٰنِ فَتَكۡفُرُونَ} (10)

أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله { إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم } قال : إذا كان يوم القيامة فرأوا ما صاروا إليه مقتوا أنفسهم فقيل لهم { لمقت الله } إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإِيمان فتكفرون { أكبر من مقتكم أنفسكم } اليوم .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : مقتوا أنفسهم لما دخل المؤمنون الجنة وأدخلوا النار ، فأكلوا أناملهم من المقت قال : ينادون في النار { لمقت الله } إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإِيمان فتكفرون { أكبر من مقتكم أنفسكم } في النار .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله { لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم . . . } الآية . يقول : لمقت الله أهل الضلالة حين يعرض عليهم الإِيمان في الدنيا فتركوه وأبوا أن يقبلوا أكبر مما مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن زر الهمداني رضي الله عنه في قوله { إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم } قال : هذا شيء يقال لهم يوم القيامة حين مقتوا أنفسهم ، فيقال لهم { لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم } قال : مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة حين مقتوا أنفسهم الآن حين علمتم أنكم من أصحاب النار .