محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوۡنَ لَمَقۡتُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُ مِن مَّقۡتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡ إِذۡ تُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلۡإِيمَٰنِ فَتَكۡفُرُونَ} (10)

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ } أي : لَبُغْضُهُ الشديد لكم ، أعظم من بغض بعضكم لبعض . وتبرؤ كل من الآخر ولعنه حين تعذبون كما قال تعالى : {[6387]} { يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا } أو أعظم من مقتكم أنفسكم وذواتكم . فقد يمقتون أنفسهم حين تظهر لهم هيآتها المظلمة وصفاتها المؤلمة ، وسواد الوجه الموحش وقبح المنظر المنفّر { إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ } أي تدعون على ألسنة الرسل عليهم السلام ، إلى الإيمان به سبحانه ، فتكفرون كبرا وعتوًّا .


[6387]:[29 / العنكبوت / 25].