جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23)

{ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه{[4570]} } ، من لا يطاوع ربه ، بل يطاوع هواه فهواه ربه ، { وأضله الله على علم } ، حال من الفاعل ، أي : عالما بضلاله في الأزل ، أو من المفعول ، أي : بعد بلوغ العلم وقيام الحجة عليه ، { وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة } ، فلا يتعظ ، ولا ينظر بعين الاعتبار ، { فمن يهديه من بعد الله } ، من بعد إضلاله ، أو من غير الله تعالى ، { أفلا تذكرون }


[4570]:أخرج الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس: كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه وألقى الآخر، فأنزل الله عز وجل هذه الآية انتهى. قال سعيد بن جبير: كان العرب يعبدون الحجارة والذهب والفضة، فإذا وجدوا حجرا أحسن من الأول رموه وكسروه، وعبدوا الآخر، قال الشعبي: إنما سمى الهوى لأنه يهوي صاحبه في النار، وعن ابن عباس والحسن وذلك الكافر اتخذ دينه ما هواه، فلا يهوى شيئا إلا ركبه لأنه لا يؤمن بالله ولا يخافه ولا يحرم ما حرم عليه/12 كمالين.