جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ} (21)

{ أم حسب } : بل أحسب ، فالهمزة لإنكار الحسبان ، { الذين اجترحوا } " اكتسبوا ، { السيئات أن نجعلهم } : نصيّرهم ، { كالذين آمنوا وعملوا الصالحات } ، أي : مثلهم ، { سواء محياهم ومماتهم } ، بدل من ثاني مفعول نجعل ، والضمير للمسيئين ، ومحياهم ومماتهم مرفوع على الفاعلية ، أي : مستويا محيا المسيئين ومماتهم ، ومحياهم رغد ومماتهم نكد ، أو الضمير لهم وللمحسنين ، أي : مستويا محيا الفريقين ، وهم في طاعة وهؤلاء في معصية ، ومماتهم وهم في البشرى بالرحمة ، وهؤلاء في اليأس منها ، فهم أكرم في الدنيا والآخرة ، أو منصوب بتقدير أعني ، وقيل حال من المفعول الأول ، أي : مستويا في البعد عن الرحمة ، أو المفعول الثاني ، أي : مستويا في القرب عن الرحمة ، ومن قرأ برفع سواء فالجملة بدل أيضا كما تقول : حسبت زيدا أبوه منطلق ، { ساء ما يحكمون } ، أي : بئس حكمهم هذا .