جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ} (23)

{ لكيلا تأسوا } أي : أعلمكم أنها مثبتة لئلا تحزنوا { على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم } : الله من متاع الدنيا ، فإن من علم أن كل ما قدر له لم يكن ليخطئه ، وكل ما لم يقدر لم يكن ليصيبه ليس من شأنه الفزع والفرح ، بل النظر إلى تقليبه الله تعالى ظهرا وبطنا إن رضى فله الرضاء ، وإن سخط فله السخط ، والمراد من الحزن الجزع ، ومن الفرح ما يلهي عن الشكر ويفضي إلى البطر والأشر ، ولذلك قال : { والله لا يحب كل مختال } أي : متكبر ، { فخور } : على الناس بمتاع الدنيا عن جعفر الصادق- رضي الله عنه- يا ابن آدم ما لك تتأسف على مفقود لا يرده إليك الفوت ، وما لك تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت ،