جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَهُمۡ يَنۡهَوۡنَ عَنۡهُ وَيَنۡـَٔوۡنَ عَنۡهُۖ وَإِن يُهۡلِكُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (26)

{ وهم ينهون } : الناس { عنه } استماع القرآن أو الإيمان ، { وينأون{[1379]} عنه } : يتباعدون عنه بأنفسهم{[1380]} وعن بعض{[1381]} السلف أنه في شأن أبي طالب ، فمعناه ينهون عن التعرض لمحمد -صلى الله عليه وسلم- وإيذائه ، ويتباعدون عنه ، فلا يؤمنون به ، { وإن يُهلكون } : وما يهلكون بذلك { إلا أنفسهم وما{[1382]} يشعرون } : ذلك .


[1379]:وقال ابن عباس ومقاتل: نزلت في أبي طالب كان ينهى عن أذى النبي –صلى الله عليه وسلم– ويمنعهم وينأى عن الإيمان به أي يبعد حتى روى أنه اجتمع عليه رؤوس المشركين، وقالوا: خذ شابا من أصبحنا وجها وادفع إلينا محمدا، فقال أبو طالب: ما أنصفتموني أدفع إليكم ولدي لتقتلوه وأربي ولدكم، وروي أن النبي –صلى الله عليه وسلم– دعاه إلى الإيمان فقال: لولا أن تعيرني قريش لأقررت به عينك، ولكن أذب عنك ما حييت، وقال فيه أبيات شعر: والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة وأبشر بذاك وقر منه عيونا ودعوتني وعرفت أنك ناصحي ولقد صدقت وكنت ثم أمينا وعرضت دينا قد علمت بأنه من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا/12.
[1380]:وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال قال: نزلت في عمومة النبي –صلى الله عليه وسلم– وكانوا أشد الناس معه في العلانية، وأشد الناس عليه في السر /2 أسباب نزول السيوطي.
[1381]:كما رواه الحاكم وغيره عن ابن عباس/12 أسباب نزول للسيوطي.
[1382]:ولما بين غاية جهلهم وختم بالتهديد الشديد استشرف النفوس إلى معرفة حالهم في مآلهم فقال: (ولو ترى)/12 وجيز.