جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ثُمَّ لَمۡ تَكُن فِتۡنَتُهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشۡرِكِينَ} (23)

{ ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا } أي : لم تكن غاية فتنتهم ، ومقاتلتهم وكفرهم في الدنيا إلا التبرؤ ، في الآخرة أو عاقبة افتتانهم ومحبتهم في الأصنام إلا التبرؤ أو معذرتهم أو جوابهم وسماه فتنة لأنه كذب أو لأنهم قصدوا به الخلاص يقال : فتنت الذهب إذا خلصته ، ومن قرأ بنصب فتنتهم ، فتكون تأنيث الفعل للخبر كقولك : من كانت أمك ؟ { والله ربنا ما كنا مشركين{[1375]} } فيحلفون بالكذب لحيرتهم ( فحينئذ ) يختم على أفواههم ، ويشهد عليهم جوارحهم .


[1375]:أي: لم تكن عاقبة كفرهم الذي افتخروا به وقاتلوا عليه إلا ما وقع منهم الحلف من الجحود على نفيه بقوله: (والله) إلخ/12 فتح.