الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لِّيَقُولُوٓاْ أَهَـٰٓؤُلَآءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنۢ بَيۡنِنَآۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِٱلشَّـٰكِرِينَ} (53)

قوله : { وكذلك فتنا بعضهم ببعض } الآية [ 54 ] .

المعنى : وكذلك ابتلينا{[20040]} بعضهم ببعض ){[20041]} ، أي : جعل بعضا فقيرا ، وبعضا غنيا وبعضا ضعيفا ، وبعضا قويا ، فأحوج بعضهم إلى بعض اختبارا منه لهم{[20042]} .

قال ابن عباس : قال الأغنياء{[20043]} للفقراء : { أهؤلاء من الله عليهم من بيننا } فهداهم ؟ ، استهزاءا{[20044]} منهم وسخريا{[20045]} .

ومعنى اللام : أنه لما آل عاقبة أمرهم إلى هذا القول ، صاروا كأنهم إنما احتبروا ( ليقولوا ) ، بمنزلة : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا }{[20046]} .

( و ){[20047]} قوله : { بأعلم بالشاكرين } أي : الموحدين{[20048]} .


[20040]:مطموسة في أ. ب: لبتنينا.
[20041]:ساقطة من د: وانظر: غريب ابن قتيبة 154، ومعاني الزجاج 2/252.
[20042]:انظر: تفسير الطبري 11/388، 389.
[20043]:د: الأعناء.
[20044]:مطموسة في أ. ب: استقرا.
[20045]:ب: سخرنا. وانظر: تفسير الطبري 11/389.
[20046]:القصص آية 7. وانظر: إعراب النحاس 1/549، وإعراب مكي 253.
[20047]:ساقطة من ج.
[20048]:انظر: تفسير الطبري 11/389.