جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِنَا فَقُلۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۖ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ أَنَّهُۥ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوٓءَۢا بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (54)

{ وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا } هم فقراء الصحابة الذين نهى الله طردهم ، { فقل سلام عليكم } : أكرمهم ببدء السلام عليهم ، { كتب ربكم على نفسه الرحمة } : بشرهم بسعة رحمة الله ، { أنه من عمل منكم سوءا } : من قرأ ( أنه ) بفتح الهمزة يكون بدلا من الرحمة ، ومن قرأها بكسرها فاستئناف ، { بجهالة } في موضع الحال أي : جاهلا بما يورثه ذلك الذنب أو متلبسا بفعل الجهالة ، لأن ما يؤدي إلى الضرر لا يرتكبه سوى الجاهل قال بعض السلف : كل من عصى الله فهو جاهل نزلت في عمر حين أشار بإجابة قريش إلى طرد المؤمنين فأنزل الله ، ( ولا تطرد الذين ) إلخ ثم جاء واعتذر من مقالته ، { ثم تاب من بعده } : العمل أو السوء ، { وأصلح } عمله أو أخلص توبته ، { فإنه غفور رحيم } من قرأ ( فأنه ) بفتح الهمزة تقديره فأمره ، أو فله غفرانه البتة ، ومن قرأ بالكسرة فتقديره : فالله يغفره ويرحمه البتة فإنه غفور رحيم .