جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلّٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي هَدَىٰنَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِيَ لَوۡلَآ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ لَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّۖ وَنُودُوٓاْ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (43)

{ ونزعنا } أخرجنا { ما في صدروهم من غلّ } حسد وحقد كان بينهم في الدنيا فلم يبق بينهم إلا التواد{[1616]} { تجري من تحتهم } تحت منازلهم { الأنهار وقالوا } لما رأوا تلك النعمة { الحمد لله الذي هدانا لهذا } لعمل هذا ثوابه { وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله } اللام لتوكيد النفي ويدل ما قبل لولا على جوابه { لقد جاءت رُسل ربنا بالحق } فحصل لنا هذه النعمة بإرشادهم { ونودوا أن تلكم الجنة } إذا رأوها من بعيد ، أو بعد دخولها ، وأن هي المخففة أو مفسرة فإن المناداة من القول { أورثتموها } حال من الجنة أو خبر والجنة صفة { بما كنتم تعملون } أعطيتموها بلا تعب كالميراث ، أو ميراثكم من أهل الجنة ، فقد ورد ( ما من أحد إلا وله منزل في الجنة وفي النار ، والكافر يرث المؤمن منزله{[1617]} من النار والمؤمن الكافر من الجنة ) .


[1616]:حتى تصير الجنة دار متمحض السرور قال علي رضي الله عنه: إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله تعالى فيهم (ونزعنا ما في صدورهم)/12 وجيز.
[1617]:رواه ابن ماجة والنسائي وغيرهما /12 وجيز. [وله أصل في مسلم (5/612) ط الشعب. ولفظة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كانوا يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول هذا مكانك من النار)]