جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ قَدۡ جَآءَتۡكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡۖ فَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَاۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (85)

{ وإلى مدين } قبيلة ، أو المراد بلد مدين { أخاهم } في النسب { شُعيبا{[1650]} قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة } معجزة { من ربكم } وليس في القرآن أنها ما هي { فأوفوا الكيل } أراد بالكيل الذي هو المصدر ما يكال به كالعيش على المعاش { والميزان{[1651]} ولا تبخسوا الناس أشياءهم{[1652]} } لا تنقصوهم حقوقهم قيل كانوا مكاسين{[1653]} { ولا تفسدوا في الأرض{[1654]} } بالكفر { بعد إصلاحها } ببعث النبي وأمره بالعدل { ذلكم } إشارة إلى العمل بما أمرهم { خير لكم } في الدنيا والآخرة { إن كنتم مؤمنين{[1655]} } مصدقين بمقالي .


[1650]:عن عكرمة والسدي قال ما بعث الله نبيا مرتين إلا شعيبا مرة إلى مدين فأخذتهم الصيحة ومرة إلى أصحاب الأيكة فأخذهم الله بعذاب يوم الظلة وكان شعيب أعمى وكان يقال له خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه، وكان قومه أهل كفر وبخس في المكيال والميزان/12 فتح.
[1651]:وجاز أن يكون المراد المصدر كالميعاد فحينئذ المراد من الكيل المصدر فتطابقا/12 وجيز.
[1652]:أمرهم أولا بشيء خاص ثم نهاهم عن شيء عام فقال أشياءهم/12 وجيز.
[1653]:المكس: النقص. أي ينقصون في المكيال.
[1654]:وحاصل هذه التكاليف الخمسة يرجع إلى أصلين التعظيم لأمر الله ويدخل فيه الإقرار بالتوحيد والنبوة، والشفقة على خلق الله ويدخل فيه ترك النجس والإفساد وحاصلها يرجع إلى ترك الإيذاء كأنه تعالى يقول إيصال النفع إلى الكل متعذر وأما كف الشر عن الكل فممكن/12 كبير.
[1655]:وأما الكافر فلا خير له لا في الآخرة ولا في الدنيا/12 وجيز.