جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{كَمَآ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لَكَٰرِهُونَ} (5)

{ كما أخرجك ربك من بيتك } خبر مبتدأ محذوف ، أي : الحال في كراهتهم القتال كحال إخراجك من المدينة ، أو متعلق بما بعده ، وهو يجادلونك{[1807]} ومعنى الوجهين واحد ، أو تقديره : حالهم في كراهة حكمنا بأن الأنفال لله تعالى كحالهم في حكمنا بإخراجك من المدينة { بالحق } أي : إخراجا متلبسا بالحكمة والصواب { وإن فريقا من المؤمنين } : بعضا منهم { لكارهون } : الخروج وحينئذ الجملة في موقع الحال ، وذلك أن عير قريش أقبلت{[1808]} من الشام في تجارة عظيمة ، فخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في عقبهم ، فبلغ الخير أهل مكة ، فخرج أبو جهل مع عسكر عظيم ، فأراد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - القتال ووعد الأصحاب بالظفر فقال بعضهم : هلا ذكرت لنا القتال حتى نتأهب له ، ثم واجهوا العدو وقاتلوا في بدر ، والظفر للمسلمين .


[1807]:أي: يجادلونك في إيثارك الجهاد جدالا مثل جدالهم حين أخرجك ربك...إلخ/12 منه.
[1808]:كذا نقل ابن مردويه وابن أبي حاتم وغير واحد من الرواة/12 منه [ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3/299)].