جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ} (9)

{ إذ تستغيثون } : هو إلحاح دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم - حين رأى شوكة الأعداء ، وهو بدل من إذ يعدكم بأن يكون عبارة عن زمان واسع وقع الوعد في أجزائه والاستغاثة في بعض ، أو متعلق ب " ليحق " { ربكم فاستجاب{[1810]} لكم أني ممدكم } أي : بأني ومن قرأ " إني " بالكسر فعلى إرادة القول ، أو استجاب بمنزلة قال { بألف من الملائكة مردفين } : متتابعين بعضهم على اثر بعض ، أو مردفين بألف آخر فقد نقل {[1811]} عن علي - رضي الله عنه - : إن جبريل في ألف عن ميمنة النبي صلى الله عليه وسلم وفيها أبو بكر وميكائيل في ألف عن ميسرته وأنا فيها ، ومن قرأ بفتح الدال فمعناه أردف الله المسلمين بهم ، أو أردف الله ألفا بألف آخر وقد أنزل الله تعالى أولا ألفا ثم ألفا ثم ألفا إلى خمسة آلاف كما ذكرناه في سورة آل عمران .


[1810]:هو إلحاح دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم - حين رأى شوكة لأعدائه، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب، أن عدد المشركين يوم بدر ألف، وعدد المسلمين ثلاث مائة وسبعة عشر رجلا، و أن النبي – صلى الله عليه وسلم- لما رأى ذلك استقبل القبلة ثم مد يديه، فجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لي ما وعدتني، وآتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض، فما زال يهتف بربه: حتى سقط ردائه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك"، فأنزل الله عز وجل هذه الآية/12 [أخرجه مسلم في "الجهاد" (3/374) ط الشعب].
[1811]:رواه بن جرير/12 منه.