جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الأنفال مدنية وهي خمس وسبعون آية وعشر ركوعات .

{ يسألونك عن الأنفال } أي : حكم الغنائم نزلت{[1802]} حين اختلف كلام الشبان والشيوخ في غنائم بدر ، والشبان ادعوا الأحقية بأنهم باشروا القتال { قل الأنفال لله والرسول } : فيضعها الرسول حيث يأمره الله ، ولذلك قسم رسول الله - صلى عليه وسلم- غنائم بدر بين الشبان والشيوخ على السواء ، وعن بعض : إن هذا في بدر ثم نسخت بقوله : " واعملوا أنما غنمتم " إلى آخره ، فإن غنائم بدر قسمت من غير تخميس وفيه نظر ؛ لأن بعض الأحاديث يدل على تخميسها{[1803]} صريحا { فاتقوا الله } : في الاختلاف { وأصلحوا ذات بينكم } : الحال{[1804]} التي بينكم بترك المنازعة { وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين } فإن من مقتضى الإيمان طاعة الله ورسوله .


[1802]:رواه الترمذي والحاكم، وقالا: حسن صحيح، وأبوا داود والنسائي وابن جرير وابن حبان/12 منه. [صححه الشيخ الألباني "في صحيح الترمذي" (2460)].
[1803]:كحديث علي بن أبي طالب في شارفيه اللذين حصلا له من الخمس يوم بدر/12 منه. [أخرجه البخاري في "فرض الخمس"(3091)، ومسلم في "الأشربة" (4/658) ط الشعب].
[1804]:لما كانت الأحوال ملابسة للبين، قيل لها: ذات البين، كاسقني ذا إناءك، ونحو: ذات الصدور أي: مضمراتها/12 منه.