جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (45)

{ يا أيها الذين{[1864]} آمنوا إذا لقيتم فئة } : حاربتم جماعة : والمؤمنون لا يحاربون{[1865]} إلا الكفار{ فاثبتوا } : ولا تنهزموا { واذكروا الله كثيرا{[1866]} } : في تلك الحال{[1867]} بان تستغيثوا به ، وتتوكلوا عليه وتسألوا النصر { لعلكم تفلحون } : كي تظفروا بمرامكم .


[1864]:ولما بين أن النصر والغلبة من الله لا يؤثر فيه القلة والكثرة، أمر المؤمنين بالتوكل وطلب النصر من الله المؤثر، فقال "يا أيها الذين آمنوا" الآية/12 وجيز.
[1865]:فلا حاجة إلى ذكر وصف الفئة بكونها كفارا/12 منه.
[1866]:قال قتادة: افترض الله ذكره عند أشغل ما يكونون عند الضراب بالسيوف/12 فتح، وحاصل الكلام، أنه تعالى أمرهم عند لقاء العدو بالثبات والاشتغال بذكر الله، ومنعهم من أن يكون الحامل لهم على ذلك الثبات البطر وكالرياء، بل أوجب عليهم أن يكون الحامل لهم عليه طلب عبودية الله، واعلم أن حاصل القرآن من أوله إلى آخره دعوة الخلق من الاشتغال بالخلق وأمرهم بالغناء في طريق عبودية الحق، والمعصية مع الانكسار اقرب إلى الإخلاص من الطاعة مع الافتخار/12 كبير.
[1867]:وهي حالة الذهول عن كل شيء، فأمروا بذكر الله الذي يفزع إليه عند الشدائد/12 وجيز.