جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (34)

{ و ما لهم{[1848]} ألا يعذبهم الله } قال بعضهم : قوله : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " نزل بمكة ، فلما خرج عليه الصلاة والسلام إلى المدينة نزل : وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ، أي : من بقى من المؤمنين في مكة ، فلما خرجوا أنزل الله تعالى " وما لهم ألا يعذبهم الله " والتعذيب فتح مكة ، أو القتل يوم بدر ، أو الجوع والضر ، وقال بعضهم : قوله " وما كان الله ليعذبهم " الآية منسوخة بقوله : " وما لهم ألا يعذبهم الله " وهذا عند من قال المراد بالاستغفار : صدور الاستغفار منهم نفسهم ، كما ذكرنا غفرانك غفرانك { وهم يصدون } : يمنعون المؤمنين { عن المسجد الحرام } كعام الحديبية وإخراج رسول الله – صلى الله عليه وسلم- { و ما كانوا أولياءه } مستحقين ولاية أمر المسجد الحرام ، فإنهم يقولون : نحن أولياء الحرم نفعل فيه ما نريد { إن أولياؤه إلا المتقون } : عن الشرك { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أنهم غير مستحقين لولاية الحرم ومنهم من يعلم ويعاند .


[1848]:لما بين سبحانه أن المانع من تعذيبهم هو الأمران المتقدمان وجود رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بين ظهورهم، ووقوع الاستغفار ذكر بعد ذلك أن هؤلاء أعني كفار مكة مستحقون لعذاب الله، لما ارتكبوا من القبائح، فقال: "ما لهم ألا يعذبهم كالله" الآية/12 فتح.