جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذۡ يُرِيكُمُوهُمۡ إِذِ ٱلۡتَقَيۡتُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِكُمۡ قَلِيلٗا وَيُقَلِّلُكُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِهِمۡ لِيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗاۗ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ} (44)

{ وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم{[1862]} } لا في المنام { قليلا{[1863]} } حال عن ثاني مفعولي يريكموهم لا مفعول ثالث ؛ لأنه من رؤية العين هاهنا ، وإنما قللهم في أعين المسلمين تثبيتا لهم ، وتصديقا لرؤيا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - { ويقللكم في أعينهم } ليجترؤا ، أو يستعدوا للحرب حتى قال أبو جهل : إنهم أكلة جزور ، ثم كثرهم في أعينهم حتى يرونهم مثليهم ، لتفاجئهم الكثرة فتكسر قلوبهم { ليقضي الله أمرا كان مفعولا } : من إهلاكهم وإذلالهم { وإلى الله ترجع الأمور } : فلا أمر إلا وهو خالقه : وعلى الحقيقة هو فاعله ، أو بعد الدنيا مصير الكل إليه فيجازيهم .


[1862]:إشارة إلى أن ما مر لا من رؤية العين/12 منه.
[1863]:قال ابن مسعود: لقد قللوا في أعيننا، حتى قلت لرجل إلى جنبي: أراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة، فسرنا منهم رجلا فقلنا: كم كنتم؟ قال: ألفا/12 منه [أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (10/10) وابن حاتم (9127)].