جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ} (19)

{ لتركبن طبقا عن طبق } : حالا بعد حال مطابقة لأختها في الشدة بعد الموت ، أو حالا بعد حال من مثل الصغر والكبر ، والهرم ، والغنى والفقر ، والصحة والسقم ، أو لتركبن ما طابق سنن من كان قلبكم ، وفي الحديث " لتركبن سنن من كان قبلكم من اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " ، والظاهر أن " لتركبن " بالضم على خطاب الجنس ، فإن النداء له ، وبالفتح على خطاب الإنسان في " يا أيها الإنسان " باعتبار اللفظ ، وعن بعض{[5330]} من السلف : لتركبن يا محمد سماء بعد سماء ، أي : ليلة المعراج ، أو درجة بعد درجة في الرتبة ، وكان منشأ هذا قول ابن عباس كما بيناه في الحاشية{[5331]} ، و " عن طبق " صفة ل " لطبقا " ، أي : طبقا مجاوز الطبق ، أو حال من ضمير تركبن ، أي مجاوزين لطبق ،


[5330]:هو الشعبي، وروى عن ابن مسعود، ومسروق، وأبي العالية/12 منه.
[5331]:في البخاري عن ابن عباس:(لتركبن طبقا عن طبق)، حالا بعد حال، قال هذا نبيكم، وعن ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه:(لتركبن طبقا عن طبق)، قال: يعني نبيكم حالا بعد حال هذا لفظه، ثم اعلم أن هذه العبارة يحتمل أن مراده أن هذا التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون قول(نبيكم) مرفوعا على أنه فاعل، قال: وهو الأظهر، ويحتمل أن يكون مراده أن النبي عليه السلام ليركبن حالا بعد حال فيكون رفع نبيكم بخبرية هذا، هذا هو المتبادر إلى كثير من الرواة/12 منه.