{ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ } هذا جواب القسم . قرأ حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو : «لَتَرْكَبَنَّ » بفتح الموحدة على أنه خطاب للواحد وهو النبيّ صلى الله عليه وسلم ، أو لكل من يصلح له وهي قراءة ابن مسعود وابن عباس وأبي العالية ومسروق وأبي وائل ومجاهد والنخعي والشعبي وسعيد بن جبير وقرأ الباقون بضم الموحدة خطاباً للجمع ، وهم الناس . وقال الشعبي ومجاهد : لتركبنّ يا محمد سماء بعد سماء . قال الكلبي : يعني : تصعد فيها ، وهذا على القراءة الأولى ، وقيل : درجة بعد درجة ، ورتبة بعد رتبة في القرب من الله ورفعة المنزلة ، وقيل المعنى : لتركبنّ حالاً بعد حال كل حالة منها مطابقة لأختها في الشدّة ، وقيل المعنى : لتركبنّ أيها الإنسان حالاً بعد حال من كونك نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم حياً ، وميتاً ، وغنياً ، وفقيراً ، فالخطاب للإنسان المذكور في قوله : { يأَيُّهَا الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبّكَ كَدْحاً } واختار أبو عبيد وأبو حاتم القراءة الثانية قالا : لأن المعنى بالناس أشبه منه بالنبيّ صلى الله عليه وسلم . وقرأ عمر : «ليركبنّ » بالتحتية ، وضم الموحدة على الإخبار ، وروي عنه وعن ابن عباس أنهما قرآ بالغيبة ، وفتح الموحدة : أي ليركبنّ الإنسان ، وروي عن ابن مسعود وابن عباس أنهما قرآ بكسر حرف المضارعة وهي لغة ، وقرئ بفتح حرف المضارعة وكسر الموحدة على أنه خطاب للنفس . وقيل : إن معنى الآية : ليركبنّ القمر أحوالاً من سرار واستهلال ، وهو بعيد . قال مقاتل { طَبَقاً عَن طَبقٍ } يعني : الموت والحياة . وقال عكرمة : رضيع ثم فطيم ثم غلام ثم شابّ ثم شيخ . ومحل { عن طبق } النصب على أنه صفة ل { طبقاً } أي طبقاً مجاوزاً لطبق ، أو على الحال من ضمير لتركبنّ : أي مجاوزين ، أو مجاوزاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.