إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ} (19)

{ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ } أي لتُلاقُنَّ حالاً بعدَ حالٍ كُلُّ واحدةٍ منهَا مطابقةٌ لأختها في الشدةِ والفظاعةِ وقيلَ : الطبقُ جمع طبقةٍ وهي المرتبةُ وهو الأوفقُ للركوبِ المنبئُ عن الاعتلاءِ والمَعْنَى لتركَبُنَّ أحوالاً بعدَ أحوالٍ هي طبقاتٌ في الشدةِ بعضُها أرفعُ من بعضٍ وهي الموتُ وما بعدَه من مواطنِ القيامةِ ودواهيها وقُرِئَ لتَرْكَبَنَّ بالإفرادِ على خطابِ الإنسانِ باعتبارِ اللفظِ لا باعتبارِ شمولهِ لأفرادِه كالقراءةِ الأولى وقُرِئَ بكسرِ الياءِ على خطابِ النفسِ وليَرْكَبَنَّ بالياءِ أي ليركَبَنَّ الإنسانُ ومحلُّ عن طبقٍ النصبُ على أنَّه صفةٌ لطبقاً أي طبقاً مجاوزاً لطبقٍ أو حالٌ من الضميرِ لتركبنَّ أي لتركبنَّ طبقاً مجاوزينَ أو مجاوزاً أو مجاوزةً على حسبِ القراءةِ .