المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ} (17)

تفسير الألفاظ :

{ يعمر مساجد الله } أي يعمرها . يقال عمر المكان يعمره ، أي عمره بمعنى سكنه وجعله أنيسا .

تفسير المعاني :

لا ينبغي للمشركين أن يعمروا مساجد الله وهم يشهدون على أنفسهم بالكفر بإظهارهم الشرك . أولئك بطلت أعمالهم وبعد موتهم يخلدون في النار . نقول : إن قوله تعالى : { أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم . . } الآية ، يشير إلى أن الإيمان قول وعمل لا قول فحسب . فمن ادعى الإيمان ابتلاه الله بالعمل ، فإن قام بما يجب عليه منه ، عد مؤمنا حقا وكوفئ على ذلك بالتمكين له في الأرض والتوفيق للعروج إلى منازل علوية لا تعد مراتب الدنيا بجانبها شيئا ، وإلا اعتراه عدم التوفيق وساورته الشرور من كل مكان حتى يلتفت إلى نقصه فيكمله . وإذا كان معيار الإيمان العمل فأين من الإسلام أمم تشيع بينها المنكرات ولا تبدي رغبة في إزالتها ؟