الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ} (17)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال { ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله } وقال { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله } فنفي المشركين من المسجد يقول : من وحَّد الله وآمن بما أنزل الله { وأقام الصلاة } يعني الصلوات الخمس { ولم يخش إلا الله } يقول : لم يعبد إلا الله { فعسى أولئك } يقول : أولئك هم المهتدون كقوله لنبيه { عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً } [ الإسراء : 79 ] يقول : إن ربك سيبعثك مقاماً محموداً وهي الشفاعة ، وكل عسى في القرآن فهي واجبة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه أنه قرأ « ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله » قال : إنما هو مسجد واحد .

وأخرج ابن المنذر عن حماد قال : سمعت عبد الله بن كثيِّر يقرأ هذا الحروف « ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله . . . ، إنما يعمر مسجد الله » .