جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ} (17)

{ ما كان } : ما صح ، { للمشركين أن يعمروا مساجد الله } ، أي مسجد كان ، أو المراد مسجد الحرام ، وجمعه لأنه قبلة المساجد ، ويدل عليه قراءة من قرأ مسجد الله وعمارته مرمته عند الخراب ، أو الصلاة والقعود فيه أو أعلم ، قيل نزلت في عباس حين أسر في البدر فأغلظ علي- رضي الله عنه - له القول في التعيير فأجاب : تعدون مساوئنا : ولا تذكرون محاسننا إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ، { شاهدين{[1930]} على أنفسهم بالكفر } ، حال من فاعل يعمروا ، أي ما استقام الجمع بين عمارة بيت الله وعبادة غيره ، { أولئك حبطت{[1931]} أعمالهم } ، لأن الكفر يذهب ثوابها ، { وفي النار هم خالدون } .


[1930]:وشهادتهم على أنفسهم هو قولهم في الطواف لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك إذا سئلوا عن دينهم قالوا: نعبد اللات والعزى/12 منه.
[1931]:لأنها لغير الله عز وجل/12 معالم.