{ ما كان للمشركين } ، يعنى مشركي مكة ، { أن يعمروا مسجد الله } ، يعنى المسجد الحرام ، { شاهدين على أنفسهم بالكفر } ، نزلت في العباس بن عبد المطلب ، وفي بنى أبي طلحة ، منهم : شيبة بن عثمان صاحب الكعبة ، وذلك أن العباس ، وشيبة ، وغيرهم ، أسروا يوم بدر ، فأقبل عليهم نفر من المهاجرين ، فيهم على بن أبى طالب والأنصار وغيرهم ، فسبوهم وعيروهم بالشرك ، وجعل علي بن أبى طالب يوبخ العباس بقتال النبي صلى الله عليه وسلم وبقطيعته الرحم ، وأغلط له القول ، فقال له العباس : ما لكم تذكرون مساوئنا وتكتمون محاسننا ، قالوا : وهل لكم محاسن ؟ قال : نعم ، لنحن أفضل منكم أجرا ، إنا لنعمر المسجد الحرام ، ونحجب الكعبة ، ونسقى الحجيج ، ونفك العاني ، يعنى الأسير ، فافتخروا على المسلمين بذلك ، فأنزل الله : { ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر } .
{ أولئك حبطت أعمالهم } ، يعنى ما ذكروا من محاسنهم ، يعنى بطلت أعمالهم في الدنيا والآخرة ، يقول : ليس لهم ثواب في الدنيا ولا في الآخرة ، لأنها كانت في غير إيمان ، ولو آمنوا لأصابوا الثواب في الدنيا والآخرة ، كما قال نوح ، وهود ، لقومه : { استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم } بالمطر { مدرارا } [ هود :52 ] يعنى متتابعا ، { ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا } [ نوح :12 ] ، فهذا في الدنيا لو آمنوا ، ثم قال : { وفي النار هم خالدون } [ آية :17 ] لا يموتون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.