معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ} (173)

وقوله : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ الناسُ . . . }

و( الناس ) في هذا الموضع واحد ، وهو نُعَيم بن مسعود الأشجعىّ . بعثه أبو سفيان وأصحابه فقالوا : ثَبِّط محمدا - صلى الله عليه وسلم - أو خوّفه حتى لا يلقانا ببدر الصغرى ، وكانت ميعادا بينهم يوم أحُد . فأتاهم نُعَيم فقال : قد أتوكم في بلدتكم فصنعوا بكم ما صنعوا ، فكيف بكم إذا وردتم عليهم في بلدتهم وهم أكثر وأنتم أقلّ ؟ فأنزل الله تبارك وتعالى : { إِنَّما ذلكمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ } .