{ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } ؛ نقل عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمر وابن حزم قال : مر به -يعني برسول الله صلى الله عليه وسلم – معبد الخزاعي بحمراء الأسد وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة {[1218]} نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم بتهامة ، صفقتهم {[1219]} معه لا يخفون عليه شيئا كان بها ومعبد يوم مشرك ، فقال : والله يا محمد أما والله لقد عز علينا ما أصابك ولوددنا أن الله كان أعفاك فيهم ، ثم خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من حمراء الأسد حتى لقي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء قد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . . فلما رأى أبا سفيان معبدا قال : ما وراءك يا معبد ؟ قال محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في مجمع لم أر مثله قط ؛ قال ويلك ؟ ما تقول ؟ قال والله ما أراك ترحل حتى ترى نواصي الخيل . . . فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه ، ومر به ركب من عبد القيس فقال أين تريدون ؟ قالوا نريد المدينة قال ولم ؟ قالوا نريد الميرة ، قال فهل أنتم مبلغون عني محمدا رسالة أرسلكم بها وأحمل لكم إبلكم هذه غدا زبيبا بعكاظ إذا وافيتمونا ؟ قالوا نعم قال : فإذا جئتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه ولأصحابه لنستأصل بقيتهم فمر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبا سفيان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { حسبنا الله ونعم الوكيل } ؛ وعن السدي : لما ندموا –يعني أبا سفيان وأصحابه- على الرجوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : أرجعوا فاستأصلوهم فقذف الله في قلوبهم الرعب فهزموا فلقوا أعرابيا فجعلوا له جعلا ، فقالوا له : إن لقيت محمدا وأصحابه فأخبرهم أنا قد جمعنا لهم فأخبر الله جل ثناؤه ورسوله صلى الله عليه وسلم فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد فلقوا الأعرابي في الطريق فأخبرهم الخبر ، فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ثم رجعوا من حمراء الأسد فأنزل الله فيهم وفي الأعرابي الذي لقيهم : { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } . { فاخشوهم } فخافوا ولا تقفوا في وجه هذا الجمع الوفير . { فزادهم إيمانا } زاد القول المثبط الذين استجابوا لله والرسول إيمانا {[1220]} فأمعنوا في طلب عدوهم متوكلين على ربهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.