وقوله : { كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ 29 }
نصبتَ الأنفس ؛ لأن تأويل الكاف والميم في { خِيفَتِكُمْ } مرفوع . ولو نويْت به - بالكافِ والميم - أن يكون في تأويل نصبٍ رفعت ما بعدها . تقول في الكلام : عجبت مِن موافقتك كثرةُ شربِ الماء ، عجبت من اشترائكَ عبداً لا تحتاج إليه . فإذا وقع مثلها في الكلام فأجرِه بالمعنى لا باللفظ . والعرب تقول : عجبت من قيامكم أجْمعونَ وأجمعين ، وقيامكم كُلُّكم وكُلِّكم . فمنْ خفض أتبعه اللفظ ؛ لأنه خَفْض في الظاهِرِ ومن رفع ذهب إلى التأويل . ومثله { لإيلاَفِ قرَيْشٍ إيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء والصَّيْفِ } أوقعت الفعل من قريش على { رِحْلَة } والعرب تقول : عجبت من تساقطها بعضُها فوق بعض ، وبعِضها ، على مثل ذلك : هذا إذا كَنَوا . فإذا قالوا سَمْعت قرع أنيابه بعضِها بَعضاً خفضوا ( بعض ) وهو الوجه في الكلام ؛ لأن الذي قبله اسم ظاهر ، فاتبعوه إيَّاه . لو رفعت ( بعضها ) كان على التأويل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.