تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (28)

{ ضرب لكم مثلا من أنفسكم } نزلت في كفار قريش ، وذلك أنهم كانوا يقولون في إحرامهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك ، فقال تعالى :{ ضرب لكم مثلا من أنفسكم } يقول : وصف لكم يا معشر الأحرار ، من كفار قريش مثلا يعني شبها من عبيدكم ، { هل لكم } استفهام { من ما ملكت أيمانكم } من العبيد { من شركاء في ما رزقناكم } من الأموال { فأنتم } وعبيدكم { فيه سواء } في الرزق .

ثم قال : { تخافونهم كخيفتكم أنفسكم } يقول عز وجل : تخافون عبيدكم أن يرثوكم بعد الموت كما تخافون أن يرثكم الأحرار من أوليائكم ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : لا ، قال : لهم النبي صلى الله عليه وسلم :" أفترضون لله عز وجل الشركة في ملكه وتكرهون الشرك في أموالكم" فسكتوا ولم يجيبوا النبي صلى الله عليه وسلم .

إلا شريكا هو لك تملكه ما ملك ، يعنون الملائكة ، قال : فكما لا تخافون أن يرثكم عبيدكم ، فكذلك ليس لله عز وجل شريك ، { كذلك نفصل الآيات } يعني هكذا نبين الآيات { لقوم يعقلون } آية عن الله عز وجل الأمثل ، فيوحدونه ،