الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (28)

ثم قال تعالى ذكره { ضرب لكم مثلا من أنفسكم } أي : مثل الله لكم أيها القوم مثلا من أنفسكم .

ثم بين ذلك المثل فقال : { هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم } أي : هل من مماليككم شركاء في أموالكم أنتم وهم في المال سواء .

{ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم } أي : تخافون من عبيدكم في أموالكم أن يرثوكم بعد وفاتكم كما يرث بعضكم بعضا .

وقيل : المعنى تخافونهم كما يخاف الشريك شريكه إذا تعدى في المال بغيره أي : شريكه .

وقيل : المعنى تخافونهم أن يقاسموكم كما يقاسم الشريك شريكه فإذا لم ترضوا بذلك لأنفسهم فكيف رضيتم أن تكون آلهتكم شركاء لله في العبادة ، وأنتم وهم عبيد الله وخلقه ، وهو تعالى ذكره مالك الجميع ، فجعلتم له شركاء من مماليكه وخلقه ، ولا ترضون أنتم أن يكون لكم شركاء من مماليككم ، هذا معنى قول قتادة{[54754]} .

ثم قال تعالى : { كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون } أي : نفصل الآيات تفصيلا ، كذلك أي : نفصلها في كل سورة ونبينها كما فصلنا هذه الآيات في هذه السورة لمن يعقل عن الله حججه .


[54754]:انظر: الدر المنثور 6/492