المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (28)

ثم بين تعالى أمر الأصنام وفساد معتقد من يشركها بالله بضربه هذا المثل ، ومعناه أنكم أيها الناس إذا كان لكم عبيد تملكونهم فإنكم لا تشركونهم في أموالكم ومهمّ أموركم ، ولا في شيء على جهة استواء المنزلة ، وليس من شأنكم أن تخافوهم في أن يرثوا أموالكم أو يقاسموكم إياها في حياتكم كما يفعل بعضكم ببعض فإذا كان هذا فيكم فكيف تقولون إن من عبيده وملكه شركاء في سلطانه وألوهيته ، وتثبتون في جانبه ما لا يليق بكم عندكم بجوانبكم ، هذا تفسير ابن عباس والجماعة .

وجاء هذا المعنى في معرض السؤال والتقرير ، وقرأ الناس «كخيفتكم أنفسَكم » بنصب السين ، وقرأ ابن أبي عبلة «أنفسُكم » بضمها ، وقرأ الجمهور «نفصل » بالنون حملاً على { رزقناكم } ، وقرأ عباس عن أبي عمرو «يفصل » بالياء حملاً على { ضرب لكم مثلاً } .