الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (28)

بين تعالى أمر الأصنام وفسادَ معتقدِ مَن يُشْرِكُها باللّه بضربه هذا المثلَ وهو قوله : { ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ } [ الروم : 28 ] .

ومعناه : أَنكم أيها الناس إذا كان لكم عبيدٌ تَمْلِكُونَهم فإنكم لا تشركونهم في أموالكم ومُهِمِّ أموركم ، ولا في شيء على جهة استواءَ المنزلة . وليس من شأنكم أن تخافوهم في أن يرثوا أموالكم ، أو يقاسموكم إياها في حياتكم ، كما يفعل بعضكم ببعض فإذا كان هذا فيكم ، فكيف تقولون : أن من عبيده وملكه شركاءُ في سلطانِه وألوهيته هذا تفسير ابن عباس والجماعة .