محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (28)

ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا } أي يتبين به بطلان الشرك { مِنْ أَنفُسِكُمْ } أي منتزعا من أحوالها . وهي أقرب الأمور إليكم وأظهر كشفا { هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم } أي من العبيد والإماء { مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ } أي من الأموال وغيرها { فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء } أي متساوون في التصرف فيما ذكر من غير مزية { تَخَافُونَهُمْ } أي تهابون أن تستبدوا بالتصرف فيه بدون رأيهم . وهو خبر آخر ل ( أنتم ) { كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ } أي كما يخاف بعضكم بعضا من الأحرار المساهمين لكم فيما ذكر . والمعنى نفي مضمون ما فصل من الجملة الاستفهامية . أي : لا ترضون بأن يشارككم فيما هو معار لكم مماليككم ، وهم أمثالكم في البشرية ، غير مخلوقين لكم . بل الله تعالى . فكيف تشركون به سبحانه في المعبودية ، التي هي من خصائصه الذاتية ، مخلوقه ، بل مصنوع مخلوقه حيث تصنعونه بأيديكم ثم تعبدونه ؟ أفاده ابو السعود { كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ } أي مثل ذلك التفصيل الواضح ، توضح الآيات { لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }