معاني القرآن للفراء - الفراء  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَلَمۡ يَعۡيَ بِخَلۡقِهِنَّ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰۚ بَلَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (33)

وقوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ } .

دخلت الباء لِلَم ، والعرب تدخلها مع الجحود إذا كانت رافعة لما قبلها ، وَيدخلونها إذا وقع عليها فعل يحتاج إلى اسمين مثل قولك : ما أظنك بقائم ، وما أظن أنك بقائم [ 177/ا ] وَما كنت بقائم ، فإذا خلَّفْتَ الباء نصبت الذي كانت فيه بما يعمل فيه من الفعل ، ولو ألقيت الباء من قادر في هذا الموضع رفعه لأنه خبر لأن . قال . وَأنشدني بعضهم :

فما رَجعت بخائبةٍ رِكابٌ *** حكيمُ بنُ المسيِّب مُنتهاها

فأدخل الباء في فعلٍ لو ألقيت منه نصب بالفعل لا بالباء يقاس على هذا وَما أشبهه .

وَقد ذكر عن بعض القراء أنه قرأ : ( يَقدِر ) مكان ( بقادر ) : كما قرأ حمزة : «وَما أنتَ تهدي العمى » . وَقراءة العوام : «بهادي العمى » .