قوله : { وَلَمْ يَعْيَ } : العامَّةُ على سكونِ العينِ وفتحِ الياءِ مضارعَ عَيِيَ بالكسر يَعْيا بالفتحِ ، فلمَّا دَخَلَ الجازمُ حَذَفَ الألفَ . وقرأ الحسن " يَعِيْ " بكسر العين وسكون الياءِ . قالوا : وأصلُها عَيِيَ بالكسرِ ، فجعلَ الكسرةَ فتحةً على لغةِ طَيِّئ فصارَ " عَيا " كما قالوا في بَقِيَ : بَقَا . ولَمَّا بُني الماضي على فَعَلَ بالفتح جاء بمضارعِه على يَفْعِل بالكسرِ ، فصار يَعْيِي مثل : يَرْمي . فلمَّا دَخَلَ الجازمُ حَذَفَ الياءَ الثانيةَ فصار " لم يَعْيِ " بعين ساكنة وياء مكسورة ثم نَقَلَ حركةَ الياءِ إلى العينِ فصار اللفظُ كما ترى . وقد تَقَدَّم أن عَيِيَ وحَيِي فيهما لغتان : الفكُّ والإِدغامُ ، فأمَّا " حِيِي " فتقدَّمَ في الأنفال . وعَيَّ فكقولِه :
4049 عَيُّوا بأَمْرِهِمُ كما *** عَيَّتْ ببَيْضَتِها الحمَامَهْ
والعِيُّ : عَدَمُ الاهتداءِ إلى جهةٍ . ومنه العِيُّ في الكلامِ ، وعيِيَ بالأمرِ : إذا لم يَهْتَدِ لوَجْهه .
قوله : " بقادرٍ " الباءُ زائدةٌ . وحَسَّنَ زيادتَها كونُ الكلامِ في قوةِ " أليسَ اللَّهُ بقادرٍ " وقاس الزجَّاجُ " ما ظَنَنْتُ أنَّ أحداً بقائمٍ " عليها ، والصحيحُ التوقُّفُ . وقرأ عيسى وزيد بن علي والجحدريُّ " يَقْدِرُ " مضارعَ قَدَرَ ، والرسمُ يَحْتملُه . وقوله : " بلى " إيجابٌ لِما تضمَّنَه الكلامُ مِن النفي في قولِه : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.