ثم ذكر سبحانه دليلا على البعث فقال :{ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ؟ } الرؤية هنا هي القلبية التي بمعنى العلم والهمزة للإنكار والواو للعطف على مقدار ، أي ألم يتفكرون ولم يعلموا أن الذي خلق هذه الأجرام العظام من السماوات والأرض ابتداء { ولم يعي } مجزوم بحذف الألف ، قرأ الجمهور بسكون العين وفتح الياء مضارع عي ، وقرئ بكسر العين وسكون الباء .
{ يخلقهن } أي : لم يتعب ولم ينصب ولم يعجز عن ذلك ولا ضعف عنه ، يقال عي بالأمر وعيي إذا لم يهتد لوجهه ، قال الشهاب : عدم العي مجاز عن عدم الانقطاع والنقص ، يعني : أن قدرته واجبة لا تنقص ولا تنقطع بالإيجاد أبد الآباد .
{ بقادر على أن يحيي الموتى } قال أبو عبيدة والأخفش : الباء زائدة للتوكيد كما في قوله { وكفى الله شهيدا } قال الكسائي والفراء والزجاج : العرب تدخل الباء مع الجحد والاستفهام فتقول : ما أظنك بقائم ، والجار والمجرور في محل رفع على أنهما خبر لأن ، وقرأ جماعة يقدر على صيغة المضارع ، واختار أبو عبيدة الأولى وأبو حاتم الثانية .
{ بلى إنه على كل شيء قدير } لا يعجزه شيء تعليل لما أفادته بلى من تعاليل الخاص بالعام ، ولما أثبت البعث ذكر بعض ما يحصل في يومه من الأهوال فقال { ويوم يعرض الذين كفروا على النار } أي يقال ذلك اليوم للذين كفروا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.