بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَلَمۡ يَعۡيَ بِخَلۡقِهِنَّ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰۚ بَلَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (33)

ثم قال تعالى { أَوَ لَمْ يَرَوْاْ } يعني : أو لم يعتبروا ويتفكروا . ويقال : أو لم يخبروا { أَنَّ الله الذي خَلَق السماوات والأرض وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ } يعني : لم يعجز عن خلق السماوات والأرض ، فكيف يعجز عن بعث الموتى . ويقال : { وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ } يعني : لم يعيه خلقهن ، ولم يعي بخلقهن بقادر { على أَن يُحْيي الموتى بلى } لأنهم كانوا مقرين بأن الله ، هو الذي خلق السماوات والأرض ، وكانوا منكرين للبعث بعد مماتهم ، فأخبرهم الله تعالى ، بأن الذي كان قادراً على خلق السماوات والأرض ، يكون قادراً على إحيائهم بعد الموت . ثم قال { بلى } يعني : هو قادر على البعث { إِنَّهُ على كُلّ شيء قَدِيرٌ } من الإحياء والبعث .