معاني القرآن للفراء - الفراء  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلۡحُجُرَٰتِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ} (4)

وقوله : { مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ } .

وجه الكلام أن تضم الحاء والجيم ، وبعض العرب يقول : الْحُجَرات والرُّكَبات وكل جمع كأن يقال في ثلاثةٍ إلى عشرةٍ : غرف ، وحجر ، فإذا جمعته بالتاء نصبت ثانية ، فالرفع [ 180/ب ] أجودُ من ذلك .

وقوله : { أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } .

أتاه وفد بني تميم في الظهيرة ، وَهو راقد صلى الله عليه وسلم ، فجعلوا ينادون : يا محمد ، اخرج إلينا ، فاستيقظ فخرج ، فنزل : { إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ } إلى آخر الآية ، وَأذِن بعد ذلك لهم ؛ فقام شاعرهم ، وشاعر المسلمين ، وخطيب منهم ، وخطيب المسلمين ، فعلت أصواتهم بالتفاخر ، فأنزل الله جل وَعز فيه : { لاَ تَرْفَعُواْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } .