فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلۡحُجُرَٰتِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ} (4)

{ إنَّ الذين يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الحجرات أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } هم جفاة بني تميم كما سيأتي بيانه ، و{ وراء الحجرات } : خارجها وخلفها ، والحجرات : جمع حجرة ، كالغرفات جمع غرفة ، والظلمات جمع ظلمة ، وقيل : الحجرات جمع حجرة ، والحجر جمع حجرة ، فهو جمع الجمع ، والحجرة : الرقعة من الأرض المحجورة بحائط يحوّط عليها ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة . قرأ الجمهور : { الحُجُرَاتِ } بضم الجيم . وقرأ أبو جعفر بن القعقاع ، وشيبة بفتحها تخفيفاً ، وقرأ ابن أبي عبلة بإسكانها ، وهي لغات ، و «من » في { من وراء } لابتداء الغاية ، ولا وجه للمنع من جعلها لهذا المعنى { أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } لغلبة الجهل عليهم ، وكثرة الجفاء في طباعهم .

/خ8