تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلۡحُجُرَٰتِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ} (4)

{ إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون } آية نزلت في تسعة رهط ثمانية منهم من بني تميم ، ورجل من قيس ، فمنهم الأقرع بن حابس المجاشعي ، وقيس بن عاصم المنقري ، والزبرقان بن بدر الهذلي ، وخالد بن مالك ، وسويد بن هشام النهشليين ، والقعقاع بن معبد ، وعطاء بن حابس ، ووكيع بن وكيع من بني دارم ، وعيينة بن حصن الفزاري ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أصاب طائفة من ذراري بني العنبر ، فقدموا المدينة في الظهيرة لفداء ذراريهم ، فتذكروا ما كان من أمرهم فبكت الذراري إليهم ، فنهضوا إلى المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم في منزله فاستعجلوا الباب لما أبطأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فنادى أكثرهم من وراء الحجرات : يا محمد ، مرتين ألا تخرج إلينا فقد جئنا في الفداء .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ويلك ما لك حداك المنادي" ، فقال : أما والله إن حمدي لك زين ، وإن ذمي لك شين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ويلكم ذلكم الله" ، فلم يصبروا حتى يخرج إليهم صلى الله عليه وسلم .

فذلك قوله :{ ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم }