معاني القرآن للفراء - الفراء  
{أَوَلَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ} (100)

وقوله : { أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ }

ثم قال : { ونطبع } ولم يقل : وطبعنا ، ونطبع منقطعة عن جواب لو ؛ يدلّك على ذلك قوله : { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } ؛ ألا ترى أنه لا يجوز في الكلام : لو سألتني لأعطيتك فأنت غنىّ ، حتى تقول : لو سألتني لأعطيتك فاستغنيت . ولو استقام المعنى في قوله : { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } أن يتصل بما قبله جاز أن تردّ يفعل على فعل في جواب لو ؛ كما قال الله عز وجل : { ولو يعجل الله لِلناسِ الشر استِعجالهم بِالخيرِ لقضِى إليهم أجلهم فنذر الذِين لا يرجون } فنذر مردودة على ( لقضِى ) وفيها النون . وسهَّل ذلك أنّ العرب لا تقول : وذرت ، ولا ودعت ؛ إنما يقال بالياء والألف والنون والتاء ؛ فأوثرت على فعلت إذا جازت ؛ قال الله تبارك وتعالى : { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا مِن ذلِك } ثم قال : { ويجعل لك قصورا } فإذا أتاك جواب لو آثرت فيه ( فعل على يفعل ) وإن قلته ينفعل جاز ، وعطف فعل على يفعل ويفعل على فعل جائز ، لأن التأويل كتأويل الجزاء .