الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَوَلَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ} (100)

قوله سبحانه : { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرض مِن بَعْدِ أَهْلِهَا . . . } [ الأعراف :100 ] .

هذه ألِفُ تقريرٍ دَخَلَتْ على واو العطف ، و{ يَهْدي } : معناه : يبيَّن ، فيحتملُ أنْ يكون المبيِّن اللَّه سبحانه ، ويحتملُ أنْ يكون المبيِّن قولَهُ : { أَن لَّوْ نَشَاءُ } ، أي عِلْمُهُمْ بذلك ، وقال ابنُ عباس ، ومجاهد ، وابن زيد : { يهْدِي } : معناه : يتبيَّن ، وهذه أيضاً آيةُ وعيد ، أي : أَلَمْ يظهر لوارثي الأرض بَعْد أولئك الذين تقدَّم ذكرهم ، وما حَلَّ بهم أنا نَقْدِرُ لو شئناً أصبناهم بذنوبهم ، كما فعلنا بمن تقدَّم ، وفي العبارة وعْظٌ بحالِ مَنْ سلف من المُهْلَكِين .