فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَوَلَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ} (100)

قوله : { أَوَ لَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرض مِن بَعْدِ أَهْلِهَا } قرئ «نهد » بالنون وبالتحتية . فعلى القراءة بالنون يكون فاعل الفعل هو الله سبحانه ، ومفعول الفعل { أَن لَّوْ نَشَاء أصبناهم بِذُنُوبِهِمْ } أي أن الشأن هو هذا ، وعلى القراءة بالتحتية يكون فاعل يهد هو { أَن لَّوْ نَشَاء أصبناهم بِذُنُوبِهِمْ } أي أخذناهم بكفرهم وتكذيبهم . والهداية هنا بمعنى التبيين ، ولهذا عديت باللام .

قوله : { وَنَطْبَعُ على قُلُوبِهِمْ } أي ونحن نطبع على قلوبهم على الاستئناف ، ولا يصح عطفه على أصبنا لأنهم ممن طبع الله على قلبه ، لعدم قبولهم للإيمان . وقيل : هو معطوف على فعل مقدّر دلّ عليه الكلام . كأنه قيل : يغفلون عن الهداية ونطبع . وقيل معطوف على يرثون قوله : { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } جواب لو : أي صاروا بسبب إصابتنا لهم بذنوبهم ، والطبع على قلوبهم ، لا يسمعون ما يتلوه عليهم من أرسله الله إليهم من الوعظ ، والإعذار ، والإنذار .

/خ100