الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَوَلَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ} (100)

قوله : { أو لم يهد للذين يرثون }[ 100 ] المعنى : أو لم يهد الهدى ، أي : يبين لهم الهدى{[24597]} .

وقيل معناه{[24598]} : أو لم يهد الله ، أي : يبين لهم الله ، أنه لو شاء أصابهم{[24599]} بذنوبهم ، كما فعل بمن كان قبلهم ، الذين ورث هؤلاء{[24600]} الأرض عنهم{[24601]} .

{ ونطبع{[24602]} على قلوبهم }[ 100 ] . أي : نختم عليها ، فلا ينتفعون بموعظة{[24603]} .

قال ابن عباس : { أو لم يهد } ، أو لم يستبن لهم{[24604]} .

وقال ابن زيد : أو لم يتبين لهم{[24605]} .

وأكثرهم{[24606]} على أن المعنى : أو لم يبن{[24607]} لهم ؛ لأن أصل الهدى : البيان{[24608]} .


[24597]:انظر: تفسير هود بن محكم الهواري 2/32، وجامع البيان 11/137، ومعاني القرآن للأخفش 1/333، ومعاني القرآن للزجاج 2/361، والبحر المحيط 4/351، والدر المصون 3/309، 310.
[24598]:في ج: المعنى.
[24599]:في الأصل: أصبناهم، وهو تحريف، وصوابه من "ج" و"ر".
[24600]:في الأصل: هو، وهو سهو ناسخ.
[24601]:جامع البيان 12/579، بتصرف. وانظر: المصادر السالفة أعلاه، هامش 3.
[24602]:أي: ونحن نطبع، فهو مستأنف. وقيل: هو معطوف على أصبنا، أي: نصيبهم ونطبع، فوقع الماضي موقع المستقبل، كما في تفسير القرطبي 7/162. انظر: معاني القرآن للفراء 1/186، ومعاني القرآن للزجاج 2/361، وإعراب القرآن للنحاس 2/140.
[24603]:جامع البيان 12/579، بتصرف.
[24604]:انظر: جامع البيان 12/580، وتفسير ابن كثير 2/234، والدر المنثور 3/507.
[24605]:جامع البيان 12/580، بلفظ: أو لم نبين لهم.
[24606]:انظر: جامع البيان 12/580، وتفسير ابن كثير 2/234، والدر المنثور 3/507.
[24607]:في ر: يتين، وهو تحريف.
[24608]:انظر: تأويل مشكل القرآن 443، وأشباه ونظائر الثعالبي 270، ووجوه ونظائر ابن الجوزي 626، ووجوه ونظائر الدامغاني 473.