وقوله : { وَإِما تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً }
يقول : نقض عهد { فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ } بالنقض { على سَوَاء } يقول : افعل كما يفعلون سواء . ويقال في قوله : { على سَوَاء } : جهرا غير سرّ . وقوله : { تَخافَنّ } في موضع جزم . ولا تكاد العرب تدخل النون الشديدة ولا الخفيفة في الجزاء حتى يَصِلوها ب ( ما ) ، فإذا وصلوها آثروا التنوين . وذلك أنهم وجدوا ل ( إما ) وهي جزاء شبيها ب ( إما ) من التخيير ، فأحدثوا النون ليعلم بها تفرقةُ بينهما ؛ ثم جعلوا أكثر جوابها بالفاء ؛ كذلك جاء التنزيل ؛ قال : { فَإما تَثْقَفَنَّهُمْ في الحربِ فشَرِّد } ، { فإما نُرِيَنَّك بعض الذي نَعِدهم } ثم قال : { فإلينا يرجعون } فاختيرت الفاء لأنهم إذا نوَّنوا في ( إما ) جعلوها صَدْرا للكلام ولا يكادون يؤخّرونها . ليس من كلامهم : اضربه إما يقومَنَّ ؛ إنما كلامهم أن يقدّموها ، فلما لزمت التقديم صارت كالخارج من الشرط ، فاسحبوا الفاء فيها وآثروها ، كما استحبّوها في قولهم : أما أخوكم فقاعد ، حين ضارعتها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.