وقوله : { كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ }
على التعجب ؛ كما تقول : كيف يُستبقىَ مثلك ؛ أي لا ينبغي أن يستبقى . وهو في قراءة عبد الله ( كيف يكون للمشركين عهد عند الله ولا ذمة ) فجاز دخول ( لا ) مع الواو لأن معنى أوّل الكلمة جحد ، وإذا استفهمت بشيء من حروف الاستفهام فلك أن تَدَعه استفهاما ، ولك أن تنوى به الجحد . من ذلك قولك : هل أنت إلاّ كواحد منا ؟ ! ومعناه : ما أنت إلا واحد منا ، وكذلك تقول : هل أنت بذاهب ؟ فتدخل الباء كما تقول : ما أنت بذاهب . وقال الشاعر :
يقولُ إذا اقْلَوْلَى عليها وأَقْرَدَتْ *** أَلاَ هَلْ أَخُو عيشٍ لَذِيذٍ بدائم
فاذهَبْ فَأي فتى في الناس أَحرَزه *** من يومه ظُلَمٌ دُعْجٌ ولا جَبَل
فقال : ولا جبل ، للجحد وأوّله استفهام ونِيَّته الجحد ؛ معناه ليس يحرزه من يومه شيء . وزعم الكسائي أنه سمع العرب تقول : أين كنت لتنجو منى ، فهذه اللام إنما تدخل ل ( ما ) التي يراد بها الجحد ؛ كقوله : { ما كانُوا لِيؤمِنوا } ، { وما كنا لِنَهْتَديَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانا الله } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.