معاني القرآن للفراء - الفراء  
{بَرَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (1)

وقوله : { بَرَاءةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }

مرفوعة ، يضمر لها ( هذه ) ومثله قوله : { سُورةٌ أنْزَلْناها } . وهكذا كل ما عاينته من اسم معرفة أو نكرة جاز إضمار ( هذا ) و ( هذه ) فتقول إذا نظرت إلى رجل : جميلٌ والله ، تريد : هذا جميل .

والمعنى في قوله ( براءة ) أن العرب كانوا قد أخذوا ينقُضُون عهودا كانت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت عليه آيات من أوّل براءة ، أُمر فيها بنَبْذ عهودهم إليهم ، وأن يجعل الأجَلَ بينه وبينهم أربعةَ أشهر . فمن كانت مدّته أكثر من أربعة أشهر حطّه إلى أربعة . ومن كانت مدّته أقلّ من أربعة أشهر رفعه إلى أربعة . وبعث في ذلك أبا بكر وعليا رحمهما الله ، فقرأها علّى على الناس .