الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (64)

قوله تعالى : { فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا } : يجوز فيه وجهان ، أظهرهما : أنه متعلقٌ بالبشرى ، أي : البشرى تقع في الدنيا ، وفُسِّرت بالرؤيا الصالحةِ . والثاني : أنها حالٌ من " البشرى " فتتعلق بمحذوف ، والعاملُ في الحال الاستقرارُ في " لهم " لوقوعه خبراً . وقوله : " لا تبديلَ " جملةٌ مستأنفة . وقوله : " ذلك " إشارةُ للبشرى وإن كانت مؤنثةً لأنها في معنى التبشير . وقيل : هو إشارةٌ إلى النعيم ، قاله ابن عطية . وقال الزمخشري : " ذلك " إشارةٌ إلى كونهم مبشَّرين في الدارين " .